لا يحل إبقاؤه على هذا الوجه فعذروه حينئذ وكان أوكد الأسباب في القبض عليه أن رسولاً ورد عليه من التتر فاصل ذلك بالملك الظاهر فبعث إليه بدر الدين لؤلؤ المسعودي أحد المماليك البحرية وطلبه فأنكره فتوعده وتهدده فأظهره وحمل إلى الملك الظاهر وأخذ يعده ويمنيه حتى أخبره بما جاء فيه وهو أن هولاكو سيره إليه ليكشف حاله وكتب الجواب وأخرجه، فلما وقف لعيه الملك الظاهر أخذ خطوط الفقهاء بوجوب قتاله ثم توجه إلى الكرك وكاتب من فيه بتسليمه فوقع الاتفاق على أن يؤمر الملك العزيز عثمان بن الملك المغيث على مائة فارس وتسلم الكرك يوم الخميس ثالث عشري جمادة الآخرة ودخله ثالثه نهار الجمعة، ثم قصد الديار المصرية واستصحب أولاد الملك المغيث وحريمه فلما حل بمصر أمر ولده كما تقرر وأنزله في دار القطبية بين القصرين، وكان وصوله إلى الديار المصرية يوم السبت سادس عشر شهر رجب.
وفي يوم الاثنين الثامن والعشرين منه قبض الملك الظاهر على الأمير سيف الدين بلبان الرشيدي والأمير عز الدين أيبك الدمياطي والأمير شمس الدين آقوش البرلي وحبسهم بقلعة الجبل.
وفي حادي عشر شهر رجب وصل إلى الديار المصرية رسولان