رجل من أهل الفوعة يعرف بابن ماجد فأخذ من الفوعة ثلاثمائة وثمانين نفراً وكبس سرمين وكان بها من الأمراء المجردين بهاء الدين الخضر الحميدي وركن الدين عيسى السروي وعلم الدين قيصر الظاهري فانحازوا إلى دار الدعوة بسرمين واجتمع عليهم خلق كثير وحاصروهم بها ثم إن ركن الدين عيسى السروي ركب وأركب الأمراء المذكورين وفتح باب دار الدعوة وخرج ثم حمل فيهم فصادف في حملته صاحب سيس ولم يعرفه فرماه من جواده فتفللت لأجله عزائم أصحابه فولوا هزيمة لا يلوى أحد منهم على صاحبه وتخلص ممن كان معهم من الأسراء جماعة كبيرة.
برز الملك الظاهر يوم السبت سابع ربيع الآخر إلى مسجد التبن وأقام به إلى عاشر الشهر ورحل يوم الخميس حادي عشرة، ولما وصل إلى غزة وفد عليه في السابع والعشرين من الشهر والدة صاحب الكرك شافعة في ولدها فأقبل عليها وأكرمها وأذن لها في العود فعادت ثم رحل إلى الطور يوم الاثنين حادي عشر جمادى الأولى وجاء من الأمطار ما منع السابلة فغلت الأسعار ولحق العسكر مشقة عظيمة والملك الظاهر يرسل الرسل إلى صاحب الكرك يطلبه وهو