ذيل مراه الزمان (صفحة 1662)

إياهم ألثم جيد الرئم ملتفتاً ... نحوي وأعطف غصن البان ريان

وأجتلي من يكاد البدر يشبهه ... لو لم يكن يعتريه النقص أحيانا

يبيح طرفي حمى خديه عارضه ... فيجتني منهما ورداً وريحانا

وكلما وردت في روض وجنته ... مناهل الحسن عني عدت ظمآنا

فاليوم بعد الرضى في القرب أقنع أن ... يزورني في البعاد الطيف غضبانا

وكيف يرقد جفن بات ناظره ... أو يطوف الطيف طوفاً بات سهرانا

إن لان أظهر سر الوجد بعدكم ... وأنثني سوى الدمع أو اضمرت سلوانا

فعفت راح الهوى واخترت أن حليت ... كؤوسها وسها غير أهل الوجد خلانا

لله خيف هوى تلقاء التقائه ... حتى لقد حسد الأحياء قتلانا

نسخوا بأنفسنا فيه كأن ندى ... قاضي القضاة بهاء الدين إعلانا

أبو الفرج بن يعقوب بن إسحاق بن القف الملقب أمين الدولة الحكيم الفاضل من نصارى الكرك. مولده يوم السبت ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاثين وست مائة بالكرك، كان فاضلاً، ماهراً، بارعاً في الصناعة الطبية، ظهرت نجابته من صغره، وكان حسن السمت، كثير الصمت، وافر الذكاء، اشتغل بالطب على موفق الدين ابن أبي أصيبعة، وقرأ عليه حفظاً مسائل حنين والفضول، ومقدمة المعرفة لأبقراط؛ وعرف شرح معانيها من صغره، وقرأ عليه بعد ذلك في العلاج من كتب أبي بكر محمد بن زكريا الرازي ما عرف به أقسام الأسقام، وحشم العلل في الأجسام، وكان اشتغاله عليه بصرخد، ثم انتقل إلى دمشق، ولازم علماء عصره بدمشق،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015