ذيل مراه الزمان (صفحة 1661)

أو كان وحي بعد أحمد منزل ... لبدت لكم آى به وعلائم

عثمان جدكم وذلك حسبة ... وكفى وذلك حسبكم وكفاكم

فهذه الأبيات تدل على بعض ما يستحقه من المناقب، ولقد جمعت بعض مناقبه، وهي مليحة في بابها، مستوفية لبعض الترجمة رحمه الله تعالى. ومدحه المولى شهاب الدين محمود كاتب الإنشاء، وأرسلها إليه وقد سافر، وهي:

لولا تذكره الحي الذي بانوا ... ما عاج نحو الحمى واستخبر البانا

ولا رعى أنجم الجوزاء يحسبها ... لما استقلت بيوت العرب إظعانا

ولا صبى للصبا يهفو فيأخذها ... روحاً ويبعثها الأحشاء نيرانا

صب بكى الربع بعد الظاعنين وقد ... أبدى له القلب دون الطرف عرواناً

مثل الكتاب محا آثار أسطره ... عهد قديم وأبقى منه عنوانا

بانوا فلا زال دمع الطل بعدهم ... في الروض يملأ الأزهار أجفانا

ولا ونى فيه معتل النسيم إذا ... أخفى السرى ساقه الأغصان إعلانا

يحدث الدوح عن هز الصبي مرحاً ... أعطافهم فيميل الغصن نشوانا

وكلما عاد عنه نحوهم علقت ... به الرياض وجرت منه أردانا

وحملته إشارات لها نطقت ... معنى فرجع فيها الورق ألحانا

هل جاد معناكم دمعي فغادره ... من بعد ظنت الأمواه غدرانا

أعائد بعد ما شابت بشاشته ... على الحمى عيش غض كما كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015