مثل الشيخ شمس الدين عبد الحميد الحروشاني، والعز الضرير، والنجم بن السفاح، والموفق يعقوب السامري، وقرأ كتاب أقليدس على مؤيد الدين العرضي، وخدم بصناعة الطب في قلعة عجلون، ثم عاد إلى دمشق وخدم بقلعتها، وكان والده حفظه الأشعار، ونقل التواريخ والأخبار، ولما توفي الحكيم أمين الدولة في جمادى الأولى سنة خمس وثمانين وست مائة، رثاه سيف الدين أبو بكر المنجم بهذه الأبيات:
يا مأتماً قد أتى بالويل والحرب ... رميت ركن الحجي والمجد بالعطب
شلت يداك لقد أصميت أي فتى ... رحب الذراعين رياناً من الأدب
أيتمت طلاب علم الطب قاطبة ... وعوضوا عنك بالأفعال في التعب
حق علينا بأن نفديك أنفسنا ... لو كان ذاك لبادرناك في الطلب
أبعد درسك يا ابن القف ينفعنا ... أقوال قوم عن التحقيق في حجب
قد مات إذ مت حقاً بحر فلسفة ... طماً وجامع العلم في اللحود خبى
وبالشفاء سقام مذ نويت وقد ... غدا لفجعتك القانون في صخب
والهف قلبي وواحزني ويا أسفي ... ويا مصاباً دهاني فيك واحربى
حزني عليك مذ الأيام متصل ... وكل عمري أقضيته مع الوصب
أأطمع الآن في درس ومدرسة ... إني إذاً لخؤون غير ذي حسب
لهفي على كهف علم كان يجمعنا ... دوي وأضحى رهين الحتف في الترب
من أبيات. ولأمين الدولة المذكور من التصانيف: كتاب الشافي في أربع مجلدات، شرح كتاب من كتاب القانون لابن سينا ست مجلدات، شرح الفصول لأبقراط مجلدان، جامع الغرض مجلد، المباحث العربية،