إلى باطل تجري وإن كان متعباً ... وما خف من حق ففيه لها ثقل
تعيب بما يأتي سواها كأنه ... لهم من قبيح النقص وهو لها فاضل
وتستبعد الموت الذي هو نازل ... وفي طلب الآمال عنه لها شغل
لها ظاهر ترضى بتزيينه الورى ... وعند الإله ليس يرضى لها فعل
تريد نعيماً منه أخرج آدم ... بذنب وأني للعصاة لها نزل
تحيل على المقدور في ترك طاعة ... فما بالها في الرزق ليس لها مهل
تعز بإطراء الأنام ومدحهم ... ولم يخف عنها أن أقوالهم بطل
تديم احتقار الناس نعياً كأنها ... على شامخ تعلو ومن دونها سفل
وتكذب إن قالت وتغضب تارة ... وتحرص أحياناً ومن شأنها البخل
تمن بما تعطي وإن كان تافهاً ... وتذكر معروفاً ومعروفها قل
بذلت لها نصحي وحاولت رشدها ... وبالغت في عذلي فما نفع العذل
فناولتها حبل التقى فتقاعست ... إلى أن نفانا العمر وانقطع الحبل
وأرسل رب الدار يطلب ثقلها ... وليس لها زاد وقد أعجل النقل
ونادى منادٍ يا مضيع حظه ... مما كان من تفريطه فله الثكل
فيا ويحها إن لم تسامح بعفوه ... ويا ويلها إن لم تجد من له البذل
أتبغي أبا بكر هدى عند مثلها ... وأنت الذي أضحى وليس له مثل
حفظت كتاب الله ثم قرأته ... بأقوال مأمون به ختم الرسل
ومثلك يرجى أن يعمر برهة ... فدونك فاغنمها فأنت له أهل
ولست كمثلي ذا ثمانين حجة ... بها فاتت الأيام وانقطع الوصل