المغلظة أنه لا يتعرض له بأذى فوصل شادي إلى والده وعرفه ذلك فقدم دمشق ووجد الملك الناصر يوسف قد أوغر صدره عليه فنزل بتربة والده الملك المعظم بسفح قاسيون وشرط عليه أن لا يركب فرساً ثم أذن له في الركوب بشرط أنه لا يدخل البلد ولا يركب في موكب فاستمر الحال على ذلك إلى آخر السنة.

فصل

وفيها توفي إبراهيم بن أونبا بن عبد الله الصوابي الأمير مجاهد الدين والي دمشق وليها بعد الأمير حسام الدين عرابي بن أبي علي في سنة أربع وأربعين وستمائة وكان في بداية سعادته أمير جاندار الملك الصالح نجم الدين وكان أميراً جليلاً فاضلاً عاقلاً رئيساً كثير الصمت مقتصداً في إنفاقه وكان بينه وبين الأمير حسام الدين مصافاة كثيرة ومودة أكيدة ولما مرض مرض موته أسند نظر الخانقاه التي عمرها على شرف الميدان القبلي ظاهر دمشق إلى الأمير حسام الدين المذكور فتوقف في قبول ذلك ثم قبله على كره منه وتوفي مجاهد الدين رحمه الله تعالى في أوائل هذه السنة وقيل في أواخر سنة ثلاث وخمسين ودفن بالخانقاه المذكورة رحمه الله وله نظم فمنه.

أشبهك الغصن في خصال ... القد واللين والتثني.

لكن تجنّيك ما حكاه ... الغصن يجنى وأنت تجني.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015