لابد من الخلعة للملك الناصر في وقت آخر.
وفيها عزل القاضي بدر الدين السنجاري عن قضاء الديار المصرية ووليها القاضي تاج الدين عبد الوهاب المعروف بابن بنت الأعز.
كان له وديعة سنية عند الخليفة من جواهر وغيرها فتوقف في ردها عليه وشرهت نفسه إليها واحتج بحجج لا معنى لها وجرى في ذلك خطوب يطول شرحها وكان الملك الناصر حج في السنة الخالية وعاد إلى العراق بسببها فانزل بالحلة وأجرى عليه راتب لا يليق به ولا يناسب محله وكان الخليفة قد عمر ببغداد قصراً فلما تم هنته الشعراء وهناه الملك الناصر بقصيدة تلطف فيها وعدد خدمه وخدم أسلافه فلم يجد ما يكافيه أن سير إليه من حاسبه على جميع ما وصل إليه طول المدة من النفقات وما أوصلوه إليه مفرقاً وما ضيفوه به في تردده وإقامته وظعنه من خبز ولحم وعليق - واصلوا بسائر.... - وقالوا قد وصل إليك قيمة وديعتك فاكتب خطك بوصوله وأنه لم يبق لك عند الديوان حق ولا مطالبة فلم يمكنه إلا الإجابة والمسارعة فكتب ولم يصله من ثمنها إلا دون العشر فانصرف ساخطاً واجتمع عليه جماعة من العرب أرادوا التوصل به إلى النهب والفساد فامتنع وأقام عند العرب وبلغ الملك الناصر صلاح الدين يوسف فأهمه مقامه عندهم فاحضر الملك الظاهر شادي أكبر أولاد الملك الناصر داود وحلف له اليمين