وفيها تواترت الأخبار بوصول عساكر هولاكو إلى أذربيجان قاصدة بلاد الشام فوردت قصاد الديوان العزيز على الشيخ نجم الدين البادرائي وهو إذ ذاك بدمشق تأمره أن يتقدم إلى الملك الناصر بمصالحة الملك المعز صاحب مصر وأن يثني عزمه عن قصده ويتفق معه على قتال التتار وأجاب إلى ذلك وأعاد العسكر إلى دمشق بعد أن كان قد وصل إلى غزة وأقام بها صحبة الملك المعظم توران شاه ابن صلاح الدين يوسف بن أيوب فدخل العسكر دمشق في العشر الأول من شوال وفي جملتهم الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري فاقطعه الملك الناصر مثل ما كان له بمصر من الإقطاع.
وفي شوال توّجه كمال الدين بن العديم رسولاً من الملك الناصر - صلاح الدين يوسف - رحمه الله إلى الخليفة المستعصم بالله على البرية بتقدمة كبيرة فوصل بغداد في الثاني والعشرين من ذي القعدة وطلب من الخليفة خلعه لمخدومه وكان قد قدم بغداد الأمير شمس الدين سنقر الأقرع وهو في الأصل من غلمان الملك المظفر شهاب الدين غازي ابن العادل رسولاً من الملك المعز صاحب مصر إلى الخليفة بسبب تعطيل الخلعة فتحير الخليفة فيما يفعل فاحضر الوزير مؤيد الدين بن العلقمي جمال الدين بن كمال الدين بن العديم وكان سافر مع أبيه وناوله سكينة كبيرة من نشم وقال له خذ هذه علامة على أنه