ذيل مراه الزمان (صفحة 1375)

ما لي وحقك عن جدواك منصرف ... ولا عناني إلى الأغيار منحرف

فامنى فإني بما قدمت معترف ... فإن عطفت فكل الناس منعطف

وإن وصلت فكل الناس يسعدني

وبحق حبك ما قلبي بمنقلب ... إلى سواك ولا حبلي بمنجذب

ولا أراك بدمع فيك منسكب ... حتى أراك بطرف غير محتجب

في حضرة القدس لا في حضرة الدمن

وقال:

إن كان أطماع قلبي فيك قد قطعت ... والعين عن حفظ ذاك العهد ما رجعت

وفي سواك فلا والله ما طمعت ... والاذن ما سمعت والعين لا هجعت

حتى أرى بارقاً للوصل يؤنسني

توفي إلى رحمة الله تعالى ورضى عنه شهيداً، لأنه وقع من موضع مرتفع، فتوجع قليلاً، ومات يوم الأربعاء ثامن عشر شوال سنة ثمان وسبعين وست مائة بالقاهرة، ودفن بمقبرة باب النصر، ولم يبلغ الخمسين سنة من العمر رحمه الله تعالى ورضي عنه وعن سلفه. ومن لطائفه:

أيا حادي العيس قف لي قليلا ... أطيب النجيب وأندى العليلا

على جيرة أودعوا في الحشا ... لهيباً يشب وحزناً طويلا

فيا ليتني يوم حد الرحيل ... لزمت الركاب حقيراً ذليلا

فيا جيرة الحي نوحوا معي ... فإن الخليل يواسي الخليلا

ويندب بكل شج شجوة ... فحادي الرحيل ينادي الرحيلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015