بقلم؛ يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين. فإذا جمعت رفاتي وحشرتني يوم ميقاتي ونشرت صحيفة سيئاتي وحسناتي. انظر عملي فما كان من حسن فاصرفه في زمرة أوليائك وما كان من قبيح فمد به إلى ساحل عتقائك واغفره في بحر عفوك وغفرانك. ثم إذا وقف عبدك بين يديك، ولم يبق إلا افتقاره إليك، واعتماده عليك. فقس مني بين عفوك ودينه، وبين غناك وفقره. بين حلمك وجهله، وبين عزك وذله. ثم افعل فيه ما أنت أهله. فهذه وصيتي إليك. تطفلاً بفضلك عليك، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبدك ورسولك، وأن الموت حق، وأن الحياة باطل، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور ".
وله رحمه الله تعالى:
يا من أناجيه في سري وفي علني ... ومن أرجيه في بؤسي وفي حزني
أفردتني عن جميع الناس يا سكني ... وأنت أنى إذا استوحشت من سكني
وأنت روحي إذا جردت عن بدني
وأنت راحة قلبي في تقلبه ... وأنت غاية قصدي في تطلبه
من لي من مغيث أستغيث به ... إذا تضايق أمر في تكربه
ومن أرجو إذا أدرجت في كفني
إذا ذكرتك زال الهم من فكري ... وإن شهدتك عاد الكل عن نظري
وإن حضرتك لا ألوي على بشر ... وإن مررت على شيء من السمر
فغير ذكرك لا يصغى له أذني