ذيل مراه الزمان (صفحة 1365)

إيماناً. زفت عليهم عروس محبته، فجعلوا النفوس عليها سكراناً. واستبدلوا من الملبوس أشجاناً وأحزاناً. ونثروا الدموع على الخدود فسالت غدرانها.

فلما وثقوا العقود وحفظوا العهود، أعطوا من الصدود أماناً. فلو رأيتهم وقد جن عليهم الليل، لحسبتهم في ثياب الخشوع رهباناً. وفي مصابرة الولوع فرساناً. صفوا على سرير الصفا إخواناً. لا تجد فيهم خواناً. وأصبحوا في خلوة الوفاء ندماناً. لا تعرف فيهم ندماناً. نصبوا للنصب أشباحهم، ورفعوا للرعب نواحهم. وخفضوا من الرهب جباهم، وفيهم نائح باك، وصائح شاك. يبتغون فضلاً من ربهم ورضواناً. قد تجلى لهم الجليل، ونادى يا جبريل! أنم فلاناً وأقم فلانا.

وقل يا طالبي وصلى هلموا ... فإنا لا نخيب من أتانا

حمانا للذي نهواه رحيب ... إذا ما جاءنا يبغي لقانا

يراق له شراب من وصال ... يمازجه رضاب من رضانا

هوانا للذي نهوى نعيماً ... فلا كان الذي يهوى سوانا

فلو كشفت الحجاب لعاشقينا ... وأيدينا الجمال لهم عيانا

لهاموا عند رؤيتنا وطابوا ... وطاشوا من تخلينا زمانا

ولكنا جعلنا الوصف سراً ... نصون بسره حسناً مصانا

يا جبريل! أكحل بالنوم أجفان من جفانا. فإنا لا نرضى لهوانا. من رضى لنفسه هوانا. ولا يدخل إلى حمانا. إلا من وقف على أبوابنا زمانا. ولا يفوز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015