وقال المولى شهاب الدين محمود أعزه الله يرثي الشيخ مجد الدين محمد بن الظهير رحمه الله:
تمكن ليلي واطمأنت كواكبه ... وسدت على صبحي فغاب مذاهبه
وولي بأنسي من أتى لطفه به ... ونازعني ثوب المسرة واهبه
إلا في سبيل من ضيم بعده ... حمى لي حتى لان للجهل جانبه
وفي ذمة الرضوان بحر ندي غدت ... مشرّعة للواردين مشاربه
ولله من فاق المجارين سعيه ... وإن أدرك المجد المؤثل طالبه
إمام مضى بالفضل والجود والحجي ... وكل إلى الميقات يرجع ذاهبه
بكته معاليه ومن ير قبله ... كريماً مضى والمكرمات نوادبه
ولا غرو أن تبكي المعالي بشجوها ... على المجد إذ أودي وهنّ صواحبه
فأي إمام في الهدى والندي عدت ... ولاملّه آرابه ومآربه
وأي كريم الأصل والنفس ينتمي ... إلى شرف العلم النسيب شاسبه
أظن الردى نشر السماء وأنه ... علا فوقه فاستنزلته مخالبه
أما والذي أرسى تيسر حكمه ... لقد طاش حلمي يوم رست ركائبه
وقد كدت أن أقضي غراماً كما قضى ... فؤادي الذي قد أدرك الفرض واجبه
سوى فوق أعواد المنايا وإنها ... وإن كرهت نحو النجاة نجائبه
وأمّ ثرى ما كان لولا حلوله ... به يكتسي ثوب السماء سباسبه