ذيل مراه الزمان (صفحة 1306)

وكيف لا يرعى عهود امرئ ... ما شأنها شين ولا كدرا

لله أيام تدان غدا ... ليل المنى في ظلها مقمرا

أيام تدنو بك أفراحنا ... إذ اتقاها الهم أو نفرا

إذا وردنا مورداً للضنى ... لم يرض إلا مثله مصدرا

ما ينسى لا ينسى حمى جلّق ... مطرد إلا مواه رطب الثرى

كأنما الأسباط حلّوا بها ... ففجروا أحجاره أنهرا

في أي فصل زرت أوطانها ... قلت الربيع الطلق قد أخضرا

يقصر الواصف عن حسنها ... وإن غدا في وصفه مكثرا

ترى صباها نشراًعطرها ... كأنما قد ضمّنت عنبرا

والطير في مزهر عيدانها ... تحسب في ترجيعها مزهرا

يا حبذا الربوة من موطن ... الأنس ما أبهى وما أنضرا

وحبذا أخضر ميدانها ... حبت بصيد الصبي أسد الشرا

والشرف العلى الذي حسنه ... مستوقف ناظر من أبصرا

أرض دمشق لا أعب الحيا ... رياك إن راح وإن بكرا

لولا صروف الدهر ما خلتني ... للبعد عن أوطانها مؤثرا

يا مجدنا إن قيل مجد ويا ... سيدنا المستعظم الأكبرا

أمتى أخذ الدهر أمنية ... كنت المنى الصادق دون الورى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015