ذيل مراه الزمان (صفحة 1305)

وبلينا من الورى بأناس ... تركتهم أعجازهم في الصدور

وقال أيضاً رحمه الله تعالى:

أكثر اللوم في الحبيب أناس ... عيّروني ببذله بعد منع

قلت شمس الضحى أشد ابتذالا ... وهي محبوبة إلى كل طبع

وكان مجد الدين المذكور قد كتب إلى محي الدين بن زيلاق قصيدة رأئقة صدر كتاب فأجابه على وزنها يقول:

يا أيها المولى الذي ما ونى ... عن حبه القلب ولا قصرا

ومن صحبنا العيش في قربه ... طلق المحيا ضاحكاً مسفرا

وافى كتاب منك وفيته ... غاية الفضل جلّ أن يحصرا

حلّ محل الوصل من عاشق ... شرّد عنه الهجر طيب الكرا

يميل في إنشاد ألفاظه ... كأنما ضمنته مسكرا

زيد من التقبيل حتى غدت ... شفاهنا مرقومة أسطرا

إذا أحال الشيء تكراره ... أعطاك حسناً كلما كررا

كأنه روض سقاه الندى ... ريّاً فأضحى بيته مزهرا

وما رأينا قبله روضة ... نمقها الحبر ولا خبرا

يخبرنا عن مثل أشواقنا ... أكرم به مستخبراً مخبرا

يذكرنا والعهد لم ننسه ... فيوجب النسيان أن يذكرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015