ذيل مراه الزمان (صفحة 1188)

نظر مخزن الأيتام بدمشق مدة سنين. وكان مشكور السيرة، لين الكلمة، حسن المجاورة؛ عنده مكارم وحسن أخلاق. سمع هو وحدّث عن غير واحد من أهل بيته. وكانت وفاته بدمشق يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة. ودفن من الغد بالتربة المعروفة بسفح قاسيون وهو في عشر السبعين - رحمه الله تعالى.

يحيى بن شرف بن مرى أبي الحسن بن الحسين بن محمد بن محمد بن جمعة بن حزام أبو زكريا محيي الدين النواوي الفقيه الشافعي المحدث الزاهد العابد الورع المتبحر في العلوم صاحب التصانيف المفيدة. كان أوحد زمانه في الورع والعبادة، والتقلل من الدنيا، والإكباب على الإفادة والتصنيف مع شدة التواضع، وخشونة الملبس والمأكل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى إنه واقف الملك الظاهر - رحمه الله - غير مرة في دار العدل بسبب الحوطة على بساتين دمشق وغير ذلك.

وحكى لي أن الملك الظاهر قال عنه: أنا أفزع منه - أو ما هذا معناه - ولقد شاهدته مرة طلع إلى زاوية الشيخ خضر بالجبل المشرف على المزة، وحدثه في أمر وبالغ معه وأغلظ له. فسمع الشيخ خضر كلاماً مؤلماً، فأمر بعض من عنده بإخراجه ودفعه، فما تأثر لذلك في ذات الله تعالى، ولا رجع عن قصده ليقع بجلية إلى بعض المسلمين، وكانت مقاصده جميلة وأفعاله لله تعالى. ودرس نيابة عن قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان - رحمه الله - في ولايته الأولى بالمدرسة الفلكية والمدرسة الركنية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015