ذيل مراه الزمان (صفحة 1182)

الثلاثة رجب وشعبان وشهر رمضان في أيام السبوت، ويحضره خلق كثير من الأعيان والفضلاء وغيرهم، ومجالسة حسنة جميلة وعنده دماثة وحسن مباسطة، ويورد الأشياء في مواضعها، وأما الاحتمال فلا يكاد يضاهى فيها وبيته في العراق مشهور؛ وجده اسفنديار كاتب الإنشاء للإمام ناصر لدين الله رحمه الله. وكانت وفاته بخانكاته المذكورة آخر نهار الجمعة تاسع عشر شهر رجب، ودفن يوم السبت بمقابر الصوفية، وقد نيف على ستين سنة من العمر رحمه الله تعالى.

اسفنديار بن الموفق بن علي بن محمد بن يحيى بن علي أبو الفضل البوشنجي.

مولده بواسط سنة سبع أو ثمان وثلاثين وخمس مائة منتصف شهر رجب، وتوفي ببغداد في ليلة الخميس تاسع ربيع الأول سنة خمس وعشرين وست مائة، وقيل أن له نحو ثمانين تصنيفاً. قال المبارك بن أبي بكر بن حمدان في قلائد الجمان: لقيته ببغداد في ليلة الخميس سنة أربع وعشرين وست مائة، وهو شيخ كبير مسن، وهو مع ذلك صاحب فكاهة ومخاطرة. أنشدني لنفسه ما كتبه لقوم صحبهم يقول:

وقد كنت مغرى بالزمان وأهله ... ولم أدر أن الدهر بالغدر دائل

أرى كل من طارحته الود صاحباً ... ولكنه مع دولة الدهر سائل

ورب أناس كنت الحظ ودهم ... وما نالني منهم سوى المزق طائل

تغالوا ولائي ثم حلوا سآمة ... وحال بني الأيام لا شك حائل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015