ذيل مراه الزمان (صفحة 1181)

الصفقة أو مشارفتها محي الدين بن الكويس، وكان قبل ذلك قد جنى لديوان السكر جناية كبيرة اتصل خبرها بالأمير جمال الدين أقوش النجيبي رحمه الله نائب السلطنة بالشام، فقام فيها حد القيام وسمّر أخذ من كان له فيها دخول على جمل وطاف به البلدان، فسميت تلك الواقعة وقعة الجمل لتسمير ذلك الشخص على جمل، وبقي ذلك على ألسن الناس.

وكان ابن الكويس المشار إليه ممن له دخول على ذلك، فتخلص بعد شدائد وغرامات، وولي هذه الجهة وكتب على يده بدر الدين جعفر بن محمد الآمدي ناظر النظار بالشام، كتاباً إلى الأمير جمال الدين المذكور يوصيه به، ولم يكن الأمير جمال الدين يختار مراقفته؛ وكان يكتب له أدلال صاحبنا الموفق عبد الله بن عمر الأنصاري الآتي ذكره في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى. فقال له: تكتب جواب الصاحب بدر الدين المذكور متسع وهو مشور بذلك، فكتب الجواب وصدر بيتين وهما:

شكاية يا وزير العصر أرفعها ... ما كان يرضى بها من ولاك عليّ

لم يبق في الأرض مختار يرافقه ... إلا فتى قد بقي من وقعة الجمل

علي بن علي بن أسفنديار أبو الحسن نجم الدين الواعظ البغدادي البوشنجي الأصل.

كان فاضلاً وعلى خاطره أشياء حسنة، وله محفوظات كثيرة ويد طائلة في الوعظ والكلام في المحافل، وسمع كثيراً أخبار جماعة من كبار الشيوخ. وولي مشيخة خانكاة المجاهد إبراهيم رحمه الله ظاهر دمشق بشرف الميدان القبلي، وجلس للوعظ بجامع دمشق في الشهور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015