ذيل مراه الزمان (صفحة 1180)

علي بن درباس بن يوسف أبو الحسن الأمير جمال الدين الحميري.

كان عالي الهمة، كثير الكرم والمروءة، واسع الصدر، وافر الصدقة والبر، ومكارمه على الأخوان والأصحاب، نفسه نفس الملوك. وله خبرة تامة بالولايات والتصرف، ومهابة شديدة وسطوة ظاهرة. ولّي عدة ولايات جليلة؛ منها: المرج والغوطة وما معها والبقاع العزيزي وبلد مشعزا وصل صيدا وبيروت ووادي اليتم وتولى غير ذلك ولم تزل حرمته وافرة عالية إلى أن توفي الملك الظاهر رحمه الله فقصده الأمير عز الدين أيدمر الظاهري نائب السلطنة بالشام لأمر كان في نفسه منه، فأحضره إلى دمشق واعتقله وغرمه جملة طائلة، وبقي في منزله بجبل الصالحية بطالاً من الولاية، وخبزه إلى أن أدركته منيته في سلخ شهر رجب أو مستهل شعبان. وكان صرفه من الولاية لطفاً من الله تعالى، فإنه لما صرف أقلع عن المظالم وتنصل منها، وتاب إلى الله تعالى من العود إليها. وكان يقوم الثلث الأخير من الليل دائماً، يصلي ويدعو ويبكي ويتضرع، وكانت طويته حسنة جميلة، وعنده فضيلة، وعلى ذهنه جملة من الأشعار والوقائع والتاريخ. ومولده سنة أربع وست مائة، وكان عنده حسن عشرة ومباسطة ومداعبة رحمه الله.

ولما كان متولي البقاع العزيزي وما هو مضاف إليه ولي نظر تلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015