الحكيم المتطبب المعروف بالكلي، كان فاضلاً في علم الطب وله مشاركة في الأدب والتاريخ، أقام مدة ببعلبك، وكان يغشي والدي رحمه الله تعالى كثيراً، ويلازمه وسكن في جواره وسمع عليه. ومولده بدمشق سنة سبع وتسعين وخمس مائة، سمع الكثير بدمشق من عبد الصمد الحرستاني وغيره وحدث وقال أيضاً رحمه الله: توفي بالقاهرة في رابع عشر المحرم رحمه الله تعالى، وقيل له الكلي لأنه اشتغل بالكتاب. وقال أبو العباس أحمد بن أبي أصيبعة الخزرجي في طبقات الأطباء: كان والده أندلسياً في أهل المغرب، قدم دمشق وأقام بها إلى أن توفي، ونشأ ولده المذكور واشتغل علي الحكيم مهذب الدين عبد الرحيم بن علي، ولازمه وأتقن عليه حفظ ما ينبغي، وهو جيد الفهم غزير العلم - لا يخلى - وقتاً من الاشتغال، حسن المحاضرة خدم الملك الأشرف بن الملك العادل رحمه الله إلى حين وفاته، ثم خدم بالمرستان النوري بدمشق. قلت: كان يعاني مشتري المماليك الصباح بأوفر الأثمان وعنده الخيول والغلمان، وهو كثير التجمل رحمه الله؛ وخلف عدة أولاد رأيت أحدهم بقلعة الرحبة في السنة الخالية.
؟ محمد بن أيبك بن عبد الله ناصر الدين بن الاسكندري، كان ممن جمع حسن الصورة وحسن الأوصاف ووفور العقل والرياسة والحشمة ومكارم الأخلاق وحسن العشرة. ولما توفي والده رحمهما الله تعالى في