ذيل مراه الزمان (صفحة 1098)

جماعة مدة، فلما كبر ولده الصلاح أثبت رشده وأهليته للتدريس واستحقاقه له بمقتضى شرط الواقف رحمه الله فرسم له بذلك، وحصل من تعصب معه فباشر تدريسها واستمر به مع قلة بضاعته من الفقه لكنه لما درّس أكب على الاشتغال، فثبته وصار فيه أهلية، ثم أنه عامل الفقهاء، ومن بالمدرسة معاملة حسنة فأحبوه ومشي أمره في المدرسة على السداد، وحسنت طريقته من ذلك.

عمر بن أسعد بن عبد الرحمن بن ليفي بن عبد الرحمن أبو حفص الهمذاني الشيخ الصالح، كان ملازماً حلقة الحنابلة بجامع دمشق، يقرئ الناس القرآن العزيز، ويخيط ويشتري بما يتحصل له من الأجرة خبزاّ يتصدق به مع ملازمة العبادة، وقيام معظم الليل، والصيام غالب الأوقات، وفيه المسارعة إلى قضاء حوائج الناس حسن ما يمكنه، ولم يزل على هذا القدم إلى أن توفي إلى رحمة الله تعالى ورضوانه بمدرسة ابن الجوزي بدمشق يوم السبت بكرة النهار رابع ذي القعدة، ودفن من يومه بسفح قاسيون جوار قبر الشيخ موفق الدين رحمهم الله تعالى.

عمر بن أسعد بن أبي غالب عز الدين الأربلي الفقيه الشافعي، كان يعرف بين الفقهاء بالإطرفيل، وهو من أصحاب الشيخ تقي الدين ابن الصلاح رحمه الله، وناب في الحكم مدة، وقال أيضاً رحمه الله: توفي في العشرين من شهر رمضان المعظم وقد نيف على سبعين من العمر رحمه الله تعالى.

محمد بت إبراهيم بن أبي المحاسن بن رسلان أبو عبد الله شمس الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015