فدرس بها سنة ثمان وعشرين.

وَكَانَ يوما مشهودا. وحضرت الواقفة من وراء ستر.

وانتهت إِلَيْهِ رئاسة المذهب بَعْد الشيخ موفق الدين. وَكَانَ يساميه فِي حياته.

قَالَ ناصح الدين: وكنت قدمت من أربل سنة وفاة الشيخ الموفق، فَقَالَ لي: قَدْ سررت بقدومك، مخافة أَن أموت وأنت غائب، فيقع وهن فِي المذهب، وخُلْفٌ بَيْنَ أَصْحَابنا.

وَقَدْ وقع مرات بَيْنَ الناصح والشيخ الموفق اخْتِلاف فِي فتوى فِي السماع المحدَث، أجاب فِيهَا الشيخ الموفق بإنكاره. فكتب الناصح بعده مَا مضمونه " الغناء كالشعر، فِيهِ مذموم وممدوح، فَمَا قصد بِهِ ترويح النفوس، وتفريج الهموم، وتفريغ القلوب لسماع موعظة، وتحريك لتذكرة: فلا بأس بِهِ. وَهُوَ حسن "، وذكر أحاديث فِي تغني جُوَيْرِيات الأنصار، وَفِي الغناء فِي الأعراس، وأحاديث فِي الحُداء " وَأَمَّا الشبابة: فَقَدْ سمعها جماعة ممن لا بحسن القدح فيهما من مشايخ الصرفية وأهل العلم، وامتنع من حضورها الأكثر. وَأَمَّا كونها أشد تحريما وَأَعْظَم إِنَّمَا من سائر الملاهي: فهذا قَوْل لا يوافق عَلَيْهِ. وكيف يجعل المختلف فِيهِ كالمتفق عَلَيْهِ. وكون النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015