يسمون " مقبلي " وتوقف. فَقُلْتُ: الطعن. فَقَالَ: الطعن. فكأن بَعْض الحاضرين نَفَس عليَّ سؤال السلطان لي، وإقباله عَلَى كلامي، فَقَالَ: من أربعة من الصَّحَابَة من نسل رأوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقُلْتُ: أَبُو بَكْر الصديق، وأبوه أَبُو قحافة، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي بَكْر، ومحمد بْن عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي بَكْر. ثُمَّ قَالَ السلطان: هاتوا شَيْئًا، فمدوا لَهُ سماطا مختصرا جدا، بَعْد عشاء الآخرة بساعتين، فكلنا مَعَهُ. فَقَالَ لي بَعْض أَصْحَابه: هَذَا من أجلك، فَإِن لَهُ أَكْثَر من شَهْر مَا أكل بالنيل، ثُمَّ أخذ يثني عَلَى والدي، وَيَقُول: مَا أولد إلا بَعْد الأربعين. قَالَ: وَكَانَ عارفا بسيرة والدي.
ودرس الناصح بعدة مدارس، منها مدرسة جده شرف الإِسلام، ودرس بالمسمارية، مَعَ أَبِي المعالي أسعد بْن المنجي، ثُمَّ استقل بها وحده، وعزل ابْن المنجي ثُمَّ فِي سنة خمس وعشرين استقر بنو المنجي بالتدريس بها بحكم أَن نظرها لَهُمْ، ثُمَّ بنت لَهُ الصاحبة ربيعة خاتون مدرسة بالجبل وَهِيَ المعروفة بالصاحبية.