فقال يا فلان: تعال معنا، قَالَ: فاستحى الضرير كثيرا من أجل سؤاله، قَالَ: فلما دخلنا إِلَى الْبَيْت انبسط الشيخ مَعَ الضرير، وَقَالَ: يا فُلان، كلنا سُؤال، وَمَا زال يَقُول لَهُ، حَتَّى زال مَا كَانَ عنده من الحياء.
قَالَ: وَكَانَ ربما تكلم عَلَى أحدنا ونصحه وحرضه عَلَى فعل الخير والاشتغال، حَتَّى كَانَ قلب الشخص يطير من كثرة دخول كلامه فِي القلب.
قَالَ: وأوصاني وقت سفري، فَقَالَ: أَكْثَر من قراءة الْقُرْآن، ولا تتركه فَإِنَّهُ يتيسر لَك الَّذِي تطلبه عَلَى قدر مَا تقرأ، قَالَ: فرأيت ذَلِكَ وجربته كثيرا، فكنت إِذَا قرأت كثيرا تيسر لي من سماع الْحَدِيث وكتابته الكثير، وإذا لَمْ أقرأ لَمْ يتيسر لي.
قَالَ: وَكَانَ إِذَا قام إِلَى الصلاة المكتوبة، تفل عَن يساره ثلاثا، واستعاذ بالله من الشَّيْطَان الرجيم، وكبر تكبيرة يرفع صوته بِذَلِكَ، ثُمَّ يستفتح، قَالَ: فلم أرَ أحدا أَحْسَن صلاة منه، ولا أتم منها بخشوع وخضوع، وحسن قيام وقعود وركوع، وربما كَانَ بَعْض النَّاس يَقُول لَهُ: النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أمر بالتخفيف وَقَالَ لمعاذ: " أفتان أَنْتَ؟ " فلا يرجح إِلَى قولهم،