عَن أحوالهم كثيرا. وربما بعث إِلَى النَّاس نفقة سرا.

وذكر عدة حكايات عَنْهُ، منها: أَنَّهُ كَانَ إِذَا غاب أحد من إخوانه أرسل إِلَى بيته النفقة وغيرها، وربما جاء بنفسه إليهم، قَالَ: وربما كَانَ بَعْض النَّاس يرسل إِلَيْهِ يشتري لَهُ حاجة، فربما زاد عَلَى ثمنها من عنده، ولا يعلمه بِذَلِكَ. وَكَانَ يلقى النَّاس بالبشر الدائم.

قَالَ: وسمعت من بَعْض أهله، أنهم قَالُوا: ربما كنا نؤذيه، فَمَا يغضب عَلَيْنَا، وَيَقُول: الذنب لي، وأنه كَانَ يدعو لمن ظلمه ويحسن إِلَيْهِ.

قَالَ: ولقد كَانَ أعار داره الَّتِي فِي الدير لابن أخيه عز الدين أَبِي الفتح مدة يسكن فِيهَا، ثُمَّ لَمْ يعد إِلَى سكناها قط، وتركها لَهُ. وَلَمْ يكن لَهُ غيرها.

قَالَ: وَكَانَ من إكرامه لأَصْحَابه ومعارفه: يظن كُل أحد أَن مَا عنده مثله. من كثرة مَا يأخذ بقلبه ويكرمه.

ولقد سمعت الفقيه أبا مُحَمَّد عَبْد المحسن بْن عَبْد الكريم المصري، يَقُول: كَانَ رجل من بَيْت القابلان من مَنبج، جاء إِلَى الشيخ العماد، فمرض، فكان يقعد عِنْدَ رأسه بالليل، ويقرأ ورده عِنْدَ رأسه.

وسمعت عَبَّاس بْن عَبْد الدايم المصري الكناني يَقُول: كنا يوما نمشي مَعَ الشيخ العماد إِلَى دعوة، فلقي فِي السوق رجلًا أعمى يسأل،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015