كَذَلِكَ، ثُمَّ توضأ وصلَّى كَذَلِكَ، ثُمَّ توضأ وصلَّى إِلَى قرب الفجر، وربما توضأ فِي الليل سبع مرات أَوْ ثمانية، أَوْ أَكْثَر فقيل لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: مَا تطيب لي الصلاة إلا مَا دامت أعضائي رطبة، ثُمَّ ينام نومة يسيرة إِلَى الفجر، وَهَذَا دأبه، وَكَانَ لا يكاد يصلَّي صلاتين مفروضتين بوضوء واحد.
قَالَ: وسمعت الحافظ أبا عَبْد اللَّهِ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن غانم بأصبهان يَقُول: كَانَ الحافظ عَبْد الغني عندنا، وَكَانَ يَقُول لي: تعال حَتَّى نحِافظ عَلَى الوضوء لكل صلاة.
قَالَ الضياء: وَكَانَ يستعمل السواك كثيرا، حَتَّى كأن أسنانه البرد.
وسمعت أبا الثناء محمود بْن سلامه الحراني التاجر بأصبهان غَيْر مرة يَقُول: كَانَ الحافظ عَبْد الغني نازلا عندي بأصبهان وَمَا كَانَ ينام من الليل إلا القليل، بَل يصلَّي ويقرأ ويبكي، حَتَّى ربما منعنا النوم إِلَى