اللَّه فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة، وعداوتهم إِلَيْهِ؛ وقيامهم عَلَيْهِ، ورزق العلم، وتحصيل الكتب الكثيرة، إلا أَنَّهُ لَمْ يعمر حَتَّى يبلغ غرضه فِي روايتها، ونشرها، رحمه اللَّه تَعَالَى.

قَالَ الضياء: وسمعت الإمام الزاهد إِبْرَاهِيم بْن محمود بْن جوهر البعلي يَقُول: سمعت العماد - يَعْنِي: أَخَا الحافظ - يقول: ما رأيت أحداً أشد محافظة عَلَى وقته من الحافظ عَبْد الغني.

قَالَ الضياء: كَانَ شيخنا الحافظ رحمه اللَّه، لا يكاد يضيع شَيْئًا من زمانه بلا فائدة؛ فإنه كان يصلي الفجر، ويلقن النَّاس الْقُرْآن، وربما أقرأ شَيْئًا من الْحَدِيث، فَقَدْ حفظنا منه أحاديث جمة تلقينا، ثُمَّ يقوم يتوضأ، فيصلي ثلاثمائة ركعة بالفاتحة والمعوذتين إِلَى قبل وقت الظهر، ثُمَّ ينام نومة يسيرة إِلَى وقت الظهر، ويشتغل إِمَّا للتسميع بالحَدِيث، أَوْ بالنسخ إِلَى المغرب، فَإِن كَانَ صائما أفطر بَعْد المغرب، وإن كَانَ مفطرا صلَى من المغرب إِلَى عشاء الآخرة، فَإِذَا صلَّى العشاء الآخرة، نام إِلَى نصف الليل أَوْ بعده، ثُمَّ قام كأن إِنْسَانا يوقظه، فيتوضأ ويصلَّي لحظة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015