الْكَوَاكِبِ} وقال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} وقال تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} وقال تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ} وهذه الزينة لا تزال على حالها ما بقيت الدنيا، فإذا قامت القيامة زالت هذه الزينة عن محلها وانتثرت على الأرض كما أخبر الله تعالى بذلك في قوله: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} وقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} قال البغوي وغيره في قوله تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} أي تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض كما قال تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ}.
وروى ابن أبي حاتم عن الشعبي أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} وجهنم هو هذا البحر الأخضر تنتثر الكواكب فيه، وتكور في الشمس والقمر ثم يوقد فيكون هو جهنم).
وروى ابن أبي حاتم أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال (يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر ويبعث ريحا دبورا فيضرمها نارا) وكذا ذكر البغوي في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال ابن كثير: "وكذا قال عامر الشعبي".
وفيما ذكرته ههنا من الآيات وقول حبر الأمة كفاية في رد ما زعمه أعداء الله تعالى من كون الكواكب لا تزال ممعنة في الابتعاد عن الأرض.
وأيضا فإن الله تعالى قد جعل الكواكب زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدي بها أهل الأرض في ظلمات البر والبحر. ولو كانت لا تزال ممعنة في الابتعاد عن الأرض كما زعمه أعداء الله تعالى لفاتت هذه المصالح منها،