وهذا القول الباطل مبني على قولهم أن سعة الجو غير متناهية، وأنه ليس فوقنا سموات مبنية. وقد استوفيت الرد على هذا القول الباطل في الصواعق الشديدة في المثال الثالث من الأمثلة على بطلان الهيئة الجديدة فليراجع هناك.

ولو كان الأمر على ما زعموه من نفي وجود السموات وأنه ليس فوقنا إلا فضاء لا نهاية له، وأن الكواكب لا تزال ممعنة في الابتعاد فيه، لكان يختفي ضوؤها عن أهل الأرض شيئا فشيئا حتى لا يروا منها شيئا، ويكفي في معرفة بطلان قولهم ما يشاهده الناس من استمرار ضوء كل كوكب على حاله على ممر الأزمان.

وأيضا فإن الله تعالى قال {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا} وقال تعالى {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} وقال تعالى {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ}.

وقد حكى غير واحد من العلماء الإجماع على أن السموات مستديرة، وقرروا أن كل سماء محيطة بالسماء التي تحتها وما حوت، والكواكب قد جعلت زينة للسماء الدنيا بنص القرآن. فالسموات الشداد التي ليس لها فروج وليس فيها فطور محيطة بالكواكب من كل جانب ولا طريق لها إلى ما زعموه من الابتعاد المتوهم.

وأيضا فإن الله تعالى قد جعل السماء سقفا لما تحتها من المخلوقات، وجعل الكواكب زينة لهذا السقف المحفوظ فقال تعالى {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015