وأهل السنن من حديث عمر رضي الله عنه.
ورواه الإمام أحمد والشيخان وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ورواه النسائي من حديث أبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهما.
وإذا كان أشرف الملائكة وأشرف البشر لا يعلمان متى تقوم الساعة، فغيرهما من المخلوقين أولى وأحرى أن لا يعلموا ذلك فضلا عما يزعمه المتخرصون من معرفة الشهر الذي بدأ فيه العالم، وتعيين اليوم الذي بدأ فيه من ذلك الشهر، وتحديد عمر العالم وعمر الأرض.
ولقد أحسن الشاعر حيث يقول:
الغيب يعلمه المهيمن وحده ... وعن الخلائق أجمعين مغيب
وقال آخر:
الزجر والطير والكهان كلهم ... مضللون ودون الغيب أقفال
الوجه الخامس: أنه لم يجئ في كتاب الله تعالى ولا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن للأرض عمرا معلوما إذا انتهى زالت من مكانها وذهبت بالكلية. بل الذي يدل عليه القرآن العظيم أن الأرض لا تزال باقية إلى الأبد إلا أنها تبدل يوم القيامة. قال الله تعالى {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} فقد دلت هذه الآيات على أن الأرض لا تزال باقية على الأبد، وأما تبديلها يوم القيامة فقد قال تعالى {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} قال