وقال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية: "العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم كالحازي الذي يدعي علم الغيب أو يدعي الكشف" انتهى.
إذا علم هذا فكل من ادعى شيئا من علم الغيب فهو طاغوت كافر ومن صدقه فهو ممن آمن بالطاغوت.
وقد أخبر الله تعالى عن الكاهن بأنه أفاك أثيم، وفي هذا أبلغ ذم للكهان وأبلغ تحذير من تصديقهم فيما يدعونه من علم الغيب قال الله تعالى {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} قال قتادة: "هم الكهنة يسترق الجن السمع ثم يلقون إلى أوليائهم من الإنس".
وقال ابن كثير على قوله {تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ}: "أي كذوب في قوله وهو الأفاك أثيم، وهو الفاجر في أفعاله، فهذا هو الذي تنزل عليه الشياطين من الكهان وما جرى مجراهم من الكذبة الفسقة" انتهى.
وقد روى البزار عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له» قال المنذري إسناده جيد، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع وهو ثقة.
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، قال المنذري وإسناده حسن.
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من اقتبس بابًا من علم النجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شعبة من السحر،