مخالفتهم في تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة من أوجب الواجبات وأهم المهمات. ويرون أن الأمر المنكر على الحقيقة هو مخالفة مدلول الكتاب والسنة والإجماع والاعتياض عن ذلك بآراء أعداء الله وتخرصاتهم وظنونهم الكاذبة والتجرد لنصرتها والذب عنها, كما فعلت ذلك يا طنطاوي أنت وأخواك الصوف والمودودي, فهذا هو الشيء الإد الذي لا يجوز إقراره ولا مجاملة أصحابه وتقديرهم.
وأما قوله: وبعد, فالذي أعرفه أن الإسلام ليس فيه نص قطعي من كتاب أو سنة ولا دليل من إجماع أو قياس على دوران الأرض ولا على سكونها.
فجوابه أن يقال: قد وردت الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة على سكون الأرض وثباتها وأجمع المسلمون على ذلك ودلت على ذلك الأدلة العقلية الصحيحة, وقد ذكرت ذلك مستوفى في أول الصواعق الشديدة, فليراجع هناك.
وإذا كان الطنطاوي لا يعرف مثل هذه الأدلة التي أشرت إليها, فالأولى له السكوت وعدم الخوص فيما لا علم له به فقد قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}.
وأما قوله, ودوران الأرض أمر مشاهد مقطوع به. كان معلوما علما نظريا بالأدلة العقلية فصار معلوما علما ضروريا بالحس ومشاهدة الأرض من المركبات الفضائية وعرض الصور التي التقطت في الرائي أي: التلفزيون وفي الخيالة أي: السينما. وصار القول بدوران الأرض من البديهيات التي لا ينازع فيها اليوم أحد.
فجوابه أن يقال: أما زعمه أن دوران الأرض أمر مشاهد ومحسوس, فهذا باطل قطعا. ولا يدعي هذه الدعوى من له أدنى مسكة من عقل.