اجتمعت بأشخاص معدودين من بعض الأقطار الإسلامية, وأخبروك أنهم مخالفون للشيخ ابن باز, فلا يسوغ لك أن تحكم على جمهور العلماء في جميع الأقطار الإسلامية بأنهم يعتقدون معتقدك الباطل الذي ورثته عن فيثاغورس اليوناني وكوبرنيك البولوني وهرشل الإنجليزي, وأتباعهم من فلاسفة الإفرنج المتأخرين ومن يتعلق بأذيالهم من جهلة المسلمين.
إنك يا طنطاوي قد قفوت ما ليس لك به علم وحكمت على كثير من علماء المسلمين بمجرد اتباعك للظن الكاذب وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} وقال تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}.
والذي نعرفه عن أكابر العلماء عندنا في المملكة العربية السعودية أنهم ينكرون القول بحركة الأرض ودورانها وثبات الشمس وسكونها. وهم ولله الحمد متمسكون بالكتاب والسنة بعيدون عن الميل إلى الخرافات والتخرصات والظنون الكاذبة التي قد افتتن بها كثير من المنتسبين إلى العلم في بعض الأقطار الإسلامية, كما قد رأيت ذلك فيما اطلعت عليه من كتبهم.
وأما قوله: ثم إن المسألة أكبر من المجاملة وأجل من أن تدخل في تقدير الأمور الشخصية.
فجوابه أن يقال: وهل ظننت يا طنطاوي أن الشيخ ابن باز قد جاء شيئا إداً لما خالف رأي فيثاغورس وأتباعه من فلاسفة الإفرنج المتأخرين حتى تقول في حقه ما قلت. وإذا كنت ترى أن مخالفة رأي فيثاغورث وأتباعه أمرا كبيرا لا تنبغي المجاملة فيه ولا التقدير لمن خالفهم, فغيرك يرون أن