وقال الشيخ أيضا: ولفظ الفلك في لغة العرب يدل على الاستدارة. قال الجوهري: فلكة المغزل سميت بذلك لاستدارتها والفلكة قطعة من الأرض أو الرمل تستدير وترتفع على ما حولها والجمع فلك. وقال: ومنه قيل: فلك ثدي الجارية تفليكا وتفلك استدار.
قال الشيخ: قلت: والسباحة تتضمن الجري بسرعة, كما ذكر ذلك أهل اللغة. انتهى.
وقال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} قال أهل اللغة: الدأب إدامة السير والمبالغة فيه.
وفي هذه الآية أوضح دليل على أن الشمس تجري وتدور على الأرض لقيام معايش العباد ومصالحهم.
وقال تعالى: {قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَاتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَاتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
وفي هذه الآية أوضح دليل على سير الشمس ودورانها على الأرض.
ونص تبارك وتعالى على طلوعها وغروبها في عدة آيات من القرآن.
ونص أيضا على دلوكها وهو زوالها عن وسط السماء وعلى تزاورها. وفي كل آية من هذه الآيات التي أشرت إليها أوضح دليل على جريان الشمس ودورانها على الأرض. وقد ذكرت هذه الآيات وغيرها من الآيات الدالة على سير الشمس ودورانها على الأرض في أول الصواعق الشديدة, فلتراجع هناك.
وذكرت أيضا الآيات التي تدل على ثبات الأرض واستقرارها, فلتراجع أيضا ففي كل ما ذكرته هناك أبلغ رد على المودودي في زعمه أن القرآن لم يصرح بصورة قاطعة من آية من آياته بثبوت الأرض وجريان الشمس حولها.