وقد استدل الصواف وغيره من العصريين على ما زعموه من دوران الأرض بآيات زعموا أنها تدل على ذلك, ولا دليل في شيء منها على دوران الأرض ولكنهم تأولوها على غير تأويلها وذلك من الإلحاد في آيات الله تعالى وتحريف الكم عن مواضعه. وقد ذكرت ما استدلوا به من الآيات والرد عليهم في الصواعق الشديدة, فليراجع هناك.

وأما زعمه أن القرآن لم يصرح بصورة قاطعة من آية من آياته بثبوت الأرض, وجريان الشمس حولها.

فجوابه أن يقال: هذا خطأ وقول بلا علم, فقد جاء التصريح بجريان الشمس في خمسة مواضع من القرآن. وصرح في الآية من سورة يس أن الشمس تجري لمستقر لها. وسيأتي تفسير ذلك بما في الحديث الصحيح إن شاء الله تعالى. وصرح في آيتين أنها تسبح في الفلك.

قال الراغب الأصفهاني السبح المر السريع في الماء وفي الهواء يقال: سبح سبحا وسباحة واستعير لمر النجوم في الفلك نحو: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ولجري الفرس نحو: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} ولسرعة الذهاب في العمل نحو: {إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} انتهى.

وروى ابن أبي حاتم عن الضحاك: {فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} قال: الفلك السرعة والجري في الاستدارة, ويسبحون يعملون.

قال شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى: يريد أن لفظ الفلك يدل على الاستدارة, وعلى سرعة الحركة, كما في دوران فلكة المغزل ودوران الرحى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015