تعظيمه لعلم الفلك والرد عليه

من كتاب الله تعالى توجه الأفكار والأنظار إليه. وهذا من الكذب على الله وعلى كتابه كما تقدم تقريره وقد قال الله تعالى {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى}.

فصل

وقال في صفحة 30: إن علم الفلك كان من أول العلوم التي لفتت أنظار العلماء المسلمين وجلبت اهتمامهم وعنايتهم بها.

والجواب عن هذا من وجوه أحدها أن يقال لم يكن علم الفلك من أول العلوم التي لفتت أنظار علماء المسلمين وجلبت اهتمامهم وعنايتهم كما زعمه الصواف. بل ولم يكن من آخرها. وإنما العلوم التي لفتت أنظار علماء المسلمين وجلبت اهتمامهم وعنايتهم هي العلوم الشرعية التي قد اشتمل عليها الكتاب والسنة. وأعظمها وأهمها علم التوحيد فهو الذي كان المسلمون يهتمون به ويعتنون بتعلمه وتعليمه قبل العلوم كلها. وقد مكث النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول البعثة عشر سنين يدعو إلى التوحيد ويعتني بتعليمه وتبليغه. ثم بعد ذلك كان يعلم أمته أنواع العلوم الشرعية شيئا فشيئا حتى أكمل الله له الدين. وبلغ البلاغ المبين. وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

قال أبو ذر - رضي الله عنه -: لقد تركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما (رواه الإمام أحمد والطبراني وابن حبان في صحيحه. قال الهيثمي: ورجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري وهو ثقة).

وروى الطبراني أيضا عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - نحوه. قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015