ذم الهوي (صفحة 376)

الْجَرَّاحِي وَأَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْمُظَفَّرِ وَأَبُو عُمَرَ بْنُ حَيُّوَيْهِ وَأَبُو الْحَسَنِ الدَّرَاقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الشُّيُوخِ

تُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة وَدُفِنَ بِالْقُرْبِ مِنْ قَبْرِ مَعْرُوفٍ الْكَرْخِيِّ

أَخْبَرَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ الْعَلافِ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ ابْنُ بِشْرَانَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْكِنْدِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْخَرَائِطِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الصَّيْفِ عَنْ أَبِي مُسْهِرٍ قَالَ كَانَ وَضَّاحُ الْيَمَنِ نَشأ هُوَ وَأُمُّ الْبَنِينَ صَغِيرَيْنِ فَأَحَبَّهَا وَأَحَبَتْهُ وَكَانَ لَا يَصْبِرُ عَنْهَا حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ حُجِبَتْ عَنْهُ فَطَالَ بِهِمَا الْبَلاءُ فَحَجَّ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ فَبَلَغَهُ جَمَالُ أُمِّ الْبَنِينَ وَأَدَبُهَا فَتَزَوَّجَهَا وَنَقَلَهَا إِلَى الشَّامِ

قَالَ فَذَهَبَ عَقْلُ وَضَّاحٍ عَلَيْهَا وَجَعَلَ يَذُوبُ وَيَنْحَلُ فَلَمَّا طَالَ عَلَيْهِ الْبَلاءُ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ فَجَعَلَ يَطُوفُ بِقَصْرِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ كُلَّ يَوْمٍ لَا يَجِدُ حِيلَةً حَتَّى رَأَى يَوْمًا جَارِيَةً صَفْرَاءَ فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى أَنِسَ بِهَا فَقَالَ لَهَا هَلْ تَعْرِفِينَ أُمَّ الْبَنِينَ فَقَالَتْ إِنَّكَ تَسْأَلُ عَنْ مَوْلاتِي فَقَالَ إِنَّهَا لابْنَةُ عَمِّي وَإِنَّهَا لَتُسَرُّ بِمَكَانِي وَبِمَوْضِعِي فَلَوْ أَخْبَرْتِهَا قَالَتْ إِنِّي أُخْبِرُهَا

فَمَضَتِ الْجَارِيَةُ فَأَخْبَرَتْ أُمَّ الْبَنِينَ فَقَالَتْ وَيْلَكِ أَوَحَيٌّ هُوَ قَالَتْ نَعَمْ قَالَتْ قُولِي لَهُ كُنْ مَكَانَكَ حَتَّى يَأْتِيكَ رَسُولِي فَلَنْ أَدَعَ الاحْتِيَالَ لَكَ فَاحْتَالَتْ إِلَى أَنْ أَدْخَلَتْهُ إِلَيْهَا فِي صُنْدُوقٍ فَمَكَثَ عِنْدَهَا حِينًا فَإِذَا أَمِنَتْ أَخْرَجَتْهُ فَقَعَدَ مَعَهَا وَإِذَا خَافَتْ عَيْنَ الرَّقِيبِ أَدْخَلَتْهُ الصُّنْدُوقَ فَأُهْدِيَ لِلْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يَوْمًا جَوْهَرٌ فَقَالَ لِبَعْضِ خَدَمِهِ خُذْ هَذَا الْجَوْهَرَ فَامْضِ بِهِ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ لَهَا أُهْدِيَ هَذَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَوَجَّهَ بِهِ إِلَيْكِ فَدَخَلَ الْخَادِمُ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ وَوَضَّاحٌ مَعَهَا فلمحه وَلم تشعر أُمُّ الْبَنِينَ فَبَادَرَ إِلَى الصُّنْدُوقِ فَدَخَلَهُ فَأَدَّى الْخَادِمُ الرِّسَالَةَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015