وَالضَّنَى وَالْجُنُونِ وَغَيْرِ ذَلِكَ
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْمُسْلِمَةِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْمُخَلِّصُ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُد قَالَ أَنبأَنَا الزبير ابْن بَكَّارٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ بَعَثَتْ قُرَيْشٌ عُمَارَةَ بْنَ الْوَلِيدِ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى النَّجَاشِي يُكَلِّمَانِهِ فِيمَنْ قَدِمَ عَلَيْهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ
فَرَاسَلَ عُمَارَةُ بْنُ الْوَلِيدِ جَارِيَةً لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ كَانَتْ مَعَهُ حَتَّى صَغَتْ إِلَيْهِ فَاطَّلَعَ عَلَى ذَلِكَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَقَالَ
تَعْلَمُ عُمَارُ أَنَّ مِنْ شَرِّ شِيمَةٍ ... لِمِثْلِكَ أَنْ يُدْعَى ابْنَ عَمٍّ لَهُ ابْنَمَا
أَئِنْ كُنْتَ ذَا بُرْدَيْنِ أَحْوَى مُرَجَّلا ... فَلَسْتُ بِرَاءٍ لابْنِ عَمِّكَ مَحْرَمَا
إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَتْرُكْ طَعَامًا يُحِبُّهُ ... وَلَمْ يَنْهَ قَلْبًا غَاوِيًا حَيْثُ يَمَّمَا
قَضَى وَطَرًا مِنْهُ وَغَادَرَ سُبَّةً ... إِذَا ذُكِرَتْ أَمْثَالُهَا تَمْلأُ الْفَمَا
وَقَدْ كَانَ عُمَارَةُ أَخْبَرَ عَمْرًا أَنَّ زَوْجَةَ الْمَلِكِ النَّجَاشِيِّ عَلِقَتْهُ فَأَدْخَلَتْهُ فَلَمَّا يَئِسَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ مِنْ أَمْرِ الْمُهَاجِرِينَ عِنْدَ النَّجَاشِي بَخِلَ بِعُمَارَةَ عِنْدَهُ وَأَخْبَرَهُ خَبَرَهُ وَخَبَرَ زَوْجَتِهِ فَقَالَ النَّجَاشِيُّ ائْتِنِي بِعَلامَةٍ اسْتَدِّلُ بِهَا عَلَى مَا قُلْتَ فَعَادَ عُمَارَةُ فَأَخْبَرَ عَمْرًا بِأَمْرِهِ وَأَمْرِ زَوْجَةِ النَّجَاشِيِّ فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو لَا أَقْبَلُ هَذَا مِنْكَ إِلا أَنْ لَا تَرْضَى مِنْهَا إِلا بِأَنْ تُعْطِيَكَ مِنْ دُهْنِ الْمَلِكِ الَّذِي لَا يَدَّهِنُ بِهِ غَيْرُهُ فَكَلَّمَهَا عُمَارَةُ فِي الدُّهْنِ فَقَالَتْ أَخَافُ مِنَ الْمَلِكِ فَأَبَى أَنْ يَرْضَى عَنْهَا حَتَّى تُعْطِيَهُ مِنْ ذَلِكَ الدُّهْنِ فَأَعْطَتْهُ مِنْهُ فَأَعْطَاهُ عَمْرًا فَجَاءَ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ النَّجَاشِيِّ