الْبَابَ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ عَمَدَ إِلَى مِحْرَابٍ فِي الْبَيْتِ فَقَعَدَ فِيهِ فَأَرَادَتْهُ عَلَى نَفْسِهِ فَأَبَى وَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ فَجَعَلَتْ لَا تَكُفُّ عَنْهُ وَلا تَلْتَفِتُ إِلَى قَوْلِهِ فَلَمَّا أَبَى عَلَيْهَا صاحت فجاؤوا فَدَخَلُوا عَلَيْهَا وَقَالَتْ إِنَّ هَذَا دَخَلَ عَلَيَّ يُرِيدُنِي عَلَى نَفْسِي فَوَثَبُوا عَلَيْهِ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ وَأَوْثَقُوهُ
فَلَمَّا صَلَّى عُمَرُ الْغَدَاةَ فَقَدَهُ فَبينا هُوَ كَذَلِك إِذْ جاؤوا بِهِ فِي وِثَاقٍ فَلَمَّا رَآهُ عُمَرَ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تُخْلِفْ ظَنِّي فِيهِ
قَالَ مَالَكُمْ قَالُوا اسْتَغَاثَتِ امْرَأَةٌ فِي اللَّيْلِ فَجِئْنَا فَوَجَدْنَا هَذَا الْغُلامَ عِنْدَهَا فَنِلْنَاهُ بِضَرْبٍ وَأَوْثَقْنَاهُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ اصْدُقْنِي فَأَخْبَرَهُ الْقِصَّةَ وَمَا قَالَتِ الْعَجُوزُ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ أَتَعْرِفُهَا قَالَ مَا إِنْ رَأَيْتُهَا
فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى نِسَاءِ جِيرَانِهَا وَعَجَائِزِهَا فَجَاءَ بِهِنَّ فَعَرَضَهُنَّ عَلَيْهِ فَجَعَلَ لَا يَعْرِفُ حَتَّى مَرَّتْ بِهِ الْعَجُوزُ فَقَالَ هَذِهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَرَفَعَ عُمَرُ عَلَيْهَا الدُّرَةَ وَقَالَ اصْدُقِينِي فَقَصَّتْ عَلَيْهِ كَمَا قَصَّ الْفَتَى فَقَالَ عُمَرُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِينَا شَبِيهَ يُوسُفَ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الأَنْمَاطِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلَطِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْبَرْدَعِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَحْيَى الأُوَيْسِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ خَرَجَ عَطَاءُ بْنُ يَسَارٍ وَسُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ حَاجَّيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُمْ أَصْحَابٌ لَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالأَبْوَاءِ نَزَلُوا مَنْزِلا فَانْطَلق سُلَيْمَان بْنُ يَسَارٍ حَاجَّيْنِ مِنَ الْمَدِينَةِ وَمَعَهُمْ أَصْحَابٌ لَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالأَبْوَاءِ نَزَلُوا مَنْزِلا فَانْطَلَقَ سُلَيْمَانُ وَأَصْحَابُهُ لِبَعْضِ حَاجَتِهِمْ وَبَقِيَ عَطَاءٌ قَائِمًا فِي الْمَنْزِلِ يُصَلِّي فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَعْرَابِ جَمِيلَةٌ