المصري» و «المحمل الشامي»، وهما من البدع المُحدَثة وربما عدت إلى الحديث عنهما.
وكنت أعرف الشيخ ياسين رحمه الله، حتى إنه سبّب لي لوماً شديداً من بعض مشايخي لأني خطبت في حفلة المعتمدية. لماذا؟ لأنها لم تكن وضحت الأمور وتبيّنَت الحقائق وعرف المسلمون ما هي دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فكان كل من اتصل بالمعتمَدية وهّابياً.
وكانت تهمة الوهابية شيئاً مخيفاً، حتى إن الأستاذ المودودي (رحمه الله) حدّثني عن رجل هندوسي تاجر كان يعامل المسلمين هناك ويعاملونه، فكان خصام بينه وبين أحد التجار المسلمين، فأعلن في المسجد أن فلاناً (أي الهندوسي) وهّابي، فقاطعوه حتى اختلّت تجارته، ولم يخلّصه إلاّ أن أرضى التاجر المسلم فجاء المسجد فأعلن أنه تاب من الوهابية ورجع إلى بوذيته، فرجعوا إلى معاملته! وقد رويت هذه القصة في كتابي «محمد ابن عبد الوهاب» المطبوع سنة 1381هـ.
الداعي إلى هذه الرحلة والذي أعدّ لها هو الشيخ ياسين الرواف، بعد أن ترك المعتمدية ووضع الملك عبد العزيز رحمه الله أخاه الأكبر الشيخ عيداً مكانه فيها، ونقله هو إلى وظيفة أخرى. أمّا القصد منها فهو فتح طريق للسيارات يربط دمشق بمكّة، وكان يومئذ حلماً من الأحلام.
رحمه الله، كم قابل رجالاً وكم أقام من حُجَج وكم تعب وكم بذل من وقته ومن راحته حتى استطاع إقناع خمس من