اقتبس منهاجها من مناهج الأزهر وجاء لها بمدرّسين من الأزهر ومن أمثال علماء الأزهر، وعرض عليّ أن أدرّس فيها ولكني اعتذرت لبُعد الشقّة ولأني لم أكُن أستطيع ترك إخوتي. على أني زرت المدرسة وحاضرت طلابها كثيراً. أفيصنع هذا مَن يدين دين الدروز؟

أما علمه بالعربية وغيرته عليها ودفاعه عنها فشيء لا يحتاج إلى دليل. ولمّا استفتى شيخُنا الشيخ عبد القادر المغربي في مطلع العشرينيات من هذا القرن علماء العربية في الكلمات «غير القاموسية» (?)، أي التي وردت على ألسنة البلغاء وعلى أسنان أقلامهم ولم ترد في المعاجم، كان النكدي أصلبهم في الحفاظ على اللغة ونفي الدخيل عليها.

وإن يكن درزي الأصل فما يسأل الله الناس يوم القيامة عن أصولهم بل يسألهم عن أعمالهم. وأمير البيان الذي كان في أوربا سفيراً للإسلام، الأمير شكيب أرسلان، درزي الأصل، ولكنه تبرّأ من درزيّته وعاد إلى الدين الحقّ، وظلّ عمرَه كلّه يحامي عنه بقلمه وبلسانه، يؤدّي فرائضه وسننه ويجتنب محرّماته ومكروهاته. بل إن صديقنا الأديب الشاعر الراوية عزّ الدين التنوخي درزي الأصل أسرته سادة الدروز، سمعت ذلك منه مراراً.

وأكثر القراء لا يعرفون أن العصبية القبَلية بين القيسية (?) واليمانية، التي مزّقَت الجسم العربي وتعدّته إلى الجسد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015