فقد صحبته طويلاً في الوظيفة وخارجها، وفي العمل وفي غير العمل، وفي دمشق وفي قريته عبية، بجوار سوق الغرب جارة عاليه (?)، وتلك البلاد خلقها الله جنّات، فكفرَت حيناً بأنْعُم الله وجاهرَت بالفسوق والعصيان وصارت مباءة لكل لاهٍ عابث من أولياء الشيطان، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف. وما كلّ أهلها قد فسق، ولكن المصيبة إذا نزلت عمّت. أسأل الله أن يكشف عنها العذاب، وأن يردّها إلى طريق الصواب، وأن ينتقم ممّن بغى عليها وأراها كيف يكون الخنزير لابساً جلدة إنسان، اسمه بيغن أو شارون وله أسماء أخرى ولكن من أسماء المسلمين.

صحبت النكدي دهراً وكنا نخوض معه في كلّ موضوع، وطالما عرضنا للفِرَق والمذاهب وللدرزية بالذات، فما لمست منه (وما أنا بحمد الله بالغبي) ما لمست منه يوماً ما يدل على أنه يؤمن بالمذهب الدرزي، ولو كتم إيمانه بلسانه لنمّت عليه ملامح وجهه ونبرات صوته.

ولمّا جمع أوقاف السيد التنوخي الذي يعظمونه وصانها من عبث العابثين وأيدي السارقين، أنشأ بها مدرسة كبيرة في عبية (?)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015