فناً ولا شيئاً ممّا يدّعونه، ما يريدون إلا أن تكشفي عن جسدك ليستمتعوا بجمالك، ولو بالنظر أو باللمس إن لم يقدروا على أكثر من ذلك. فلا تكوني عوناً لهم على نفسك، ولا تمتّعيهم بشيء منه إلا أن تربطي أحدهم من عنقه برباط الزواج، وإلا أخذ منك أعزّ ما لديك وهرب.

إن حب الشابّ يا ابنتي «خَطف»، لذّة دقائق يخطفها ويهرب خفيفاً، وحبّ الفتاة «بقاء»، أثر هذه اللذّة تسعة أشهر ثم القيام عليها طول العمر. يلبس لك جلد الحمَل يُلقي عليك مثل هديل الحمام، يذلّ لك، يُطمِعك ويَعِدك، فإذا نال الذي يريده منك نزع جلد الحمَل فبدا الذئب، وسكت هديل الحمام وسُمع فحيح الحيّة ونعيق الغراب، ثم أعرض عنك وتعالى عليك وأنكرك وأنكر ولده منك، ثم تركك مع ألمك وندمك وذهب يفتّش عن حمقاء أخرى يعيد معها المسرحية من أولها.

إن أكثر من عرفنا من دعاة التكشّف والاختلاط ما لهم زوجات ولا أولاد، وأنا رجل لي بنات ولي حفيدات، فأنا أنصحكن وأدافع عنكن كما أنصح بناتي وأدافع عن حفيداتي.

نعم يا سادتي القراء، أعرف أني خرجت عن الموضوع، ولكن هذا الذي قلته أنفع من الموضوع، إنها تذكرة لمن شاءت من البنات أن تذّكّر.

أعود إلى حديث النكدي، وحديثه طويل. في ذاكرتي الكثير من أخباره وفي نفسي التقدير له والإعجاب بفضائله. ولقد هممت أن أقول «رحمه الله» ثم ذكرت أنه درزي. بل إني أقولها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015