قلبه مرض، وتلين له فيشتدّ وتُبدي الرضا فيزيد في الإقدام، ولو حجبَت عنه ما يغريه بها لما عرض لها، ولو سدّت في وجهه كل طريق يوصله إليها، ولو عن طريق الهاتف والبريد، لما بلغ منها شيئاً ممّا كان يريد.

وباب آخر فتحه إبليس فدخل منه بُغاة الفساد وقُصّاد الشرّ، ودخله معهم -عن غفلة منهم- أهل الخير. ذلك هو «باب التعارف» في المجلاّت، ينشر لها صورته فتنشر له صورتها، ويعلن اسمه وعمره وعنوانه فتعلن عنوانها واسمها وعمرها، ويوضّح لها هواياته لتعرف ما يحبّ وما يكره فتخبره هي بما تكره وما تحبّ. فناشدتكم الله، ماذا أبقى هؤلاء لوسطاء الفاحشة؟ ولم أذكر الكلمة لأنها قبيحة، وإن لم تكُن أقبح من الفعل الذي تدلّ عليه، فكيف ينكر الاسم من فعل الفعل؟!

ولطالما قلت وأعدْتُ حتى أضجرت وأملَلْتُ، أقول للبنات: إن اللذّة المحرّمة شركة بين الشباب وبينكن، والعقوبة في الآخرة عليهم وعليكن، ولكن عاقبتها في الدنيا عليكن أنتُنّ وحدكن. المجتمعات -يا بنات- ظالمات تسامح الشباب، تقول: «شابّ أذنب وتاب»، ولا تسامح الفتيات. إنها تغفر له زلّته وتنسى حَوبته، ويبقى أثر الزلة في البنت: ثقلاً في بطنها ووصمة على جبينها لا تفارقها حتى تفارق حياتها.

إن الذين يزيّنون لك السفور والحسور والعمل مع الرجال وكشف الجسد، بحجّة الرياضة أو الفنّ أو للكشف الطبّي بلا ضرورة، أو الخلوة بالأجنبي بلا داعٍ ... إنهم لا يريدون رياضة ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015