كان منه، وإن كان القاضي جاهلاً سبيل الحكم أو مائلاً مع الهوى تابعه حتى يخلّص القضاء منه.

كان رجل القانون، ولكنه كان يعلم أن القانون الذي وضعه البشر ليس شرعاً أنزله الله، فإن الْتَوى طريق القانون ودار من حول الحقّ فأبعد الناس عنه قطع طريق القانون كي يصل إلى الحقّ، لأن الحقّ غاية والقانون وسيلة، وليس للوسائل أن تصرف عن الغايات.

تولى مرة الإدارة العامّة للشرطة فرأى السفهاء من الشبّان يؤذون البنات، يغريهم بذلك شهوة عارمة تُذكيها بعض الصحف والأفلام والروايات، ويشجّعهم عليه السفور والاختلاط وقانون العقوبات الذي ليس فيه ما يحمي البنت ويردع الولد. فأمر الشعبة الأخلاقية بأن تمسك كل شابّ يعرض لفتاة بما يمسّ شرفها وعرضها فتبطحه على الأرض (مهما تكُن منزلته ومكانة أسرته) وتجلده عشر جلدات، غير مؤذيات ولكنهنّ محطّمات لكبريائه مُذهِبات أمل الشيطان فيه.

ثم إن تبيّن بالتحقيق أن شرطياً ضرب بريئاً جعله عِبرة للناس. فارتدع الشبّان، وأمِنَت البنات، ولم تجاوز الشرطة حدود العدل.

* * *

على أن البنات مسؤولات، فلو سترن اللحم ما شمّ ريحَه ولا طمع فيه البسّ (?)، ولكن الفتاة تخضع بالقول فيطمع الذي في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015