الخوري، ولما كان رئيس مجلس الأمن وعُرضت قضية مصر سنة 1947 ألقى (وكان يتكلم الإنكليزية ببلاغة شو أو ويلز) خطبة رأيت الناس في القاهرة (وكنت يومئذٍ أقيم فيها) يزدحمون على الرّوَادّ (?) في الشوارع لسماعها، لأنها كانت أبلغ في ذاتها من خطبة النقراشي مندوب مصر في المجلس وأقوى منها في الدفاع عن حقّ مصر. وكتبت في الرسالة مقالة عنوانها «ما أعرفه عن فارس الخوري» تناقلَتها وعلّقَت عليها الصحف والمجلاّت، وممّن علّق عليها العقاد شيخ الكتّاب. وسأعود إلى الكلام عن كلية الحقوق.
وكان مدير الجامعة الدكتور رضا سعيد، وهو عدوّ لدود للأستاذ كرد علي. وهو طبيب عيون عظيم، أصاب عيني اليسرى شيء في داخلها جعلني لا أرى زاوية من الساحة البصرية فراجعته، وذلك سنة 1924، ففحصها وقال لي: هذا شيء لا يزول ولا يزيد. وعرضتها من تلك الأيام إلى الآن على أطباء لا أحصيهم عداً في الشام ومصر وبيروت وألمانيا وبلجيكا وكراتشي وبومباي فكلهم قال مثلما قال، وهي إلى الآن لم تَزُل ولم تَزِد.
وكان مدير معهد الحقوق (أي عميد الكلية) عبد القادر العظم، فعمدا، هو ومدير الجامعة، إلى تحريض الطلاّب وإثارتهم حتى اضطرّوا الحكومة لرفض اقتراح وزير المعارف وهو حقّ، وكم ضاع صوت حقّ في صخب العامّة.