وكلاهما يستحقّ أن يكون موضوع رسالة ماجستير، وحملت على إخوَتِه وكلهم أدباء: حسن الكرمي ورفيقانا في مكتب عنبر عبدالغني وعبد الكريم أبو سلمى، فاستجاب أبو سلمى وكتب عنه (سمعت بكتابه ولم أرَه)، أبوهم الشيخ سعيد الكرمي نسبة إلى طولكرم (وهي طوركرم).
وقد تُوفّي أحمد شاكر شاباً مريضاً فقيراً، وجمع محيي الدين رضا (وهو ابن أخٍ للشيخ محمد رشيد رضا) طائفة من مقالاته في كتاب صغير سَمّاه «الكَرميّات». ومحيي الدين هذا هو أول مَن عرّفَنا بأدب جبران وأصحابه الذي يُدعى أدب المهجر (وصوابه: المُهاجَر)، وله كتاب صغير كان عندي وفقدتُه ولم أستطع أن أعوّضه، جمع فيه معارضات قصيدة «يا ليلُ الصبُّ متى غدُهُ» (وآخر من عارضها شوقي: «مضناكَ جفاهُ مرقدُهُ» التي يغنّيها محمد عبد الوهاب، ونغمتها الأصلية التي نحفظها أحلى من نغمة محمد عبد الوهاب). فمَن بعث به إليّ بثمنه شكرته.
أما الكلام عن معروف فقد سبق، وأما الكلام عن محبّ الدين والنكدي فسيأتي.
* * *
هؤلاء الخمسة طبقة في الصحفيّين وحدهم؛ إنهم أدباء أو علماء اشتغلوا بالصحافة، فنقلوا إليها أدبهم أو صبّوا فيها خلاصة تفكيرهم.
أما الطبقة الثالثة فصحفيون أتقنوا الكتابة الصحفية ونزلوا