فوق النصف، أي أكثر من خمسين في المئة، نجح في الامتحان، ما لم يكن قد أخذ صفراً في إحدى المواد. ولا تنسوا أنهم جعلوا علوم الدين كلها مادة واحدة وعلوم العربية كلها مادة واحدة، فكان ينجح الجاهل بالدين وبالعربية.
وكنا كلما طالبنا بتبديل هذا القانون أو تعديله أمهلونا إلى أن ينعقد «مجلس المعارف الكبير»، ولم يكن ينعقد إلاّ نادراً. لذلك كان لهذه المقالات، بصراحتها وحماستها، هذا الأثر الذي جعل مستشار المعارف يجيء بنفسه إلى الدكّان التي تقوم فيها إدارة الجريدة «فتى العرب»!
وكان ممّا قلت فيها، أنقله بنصه الحرفي:
"هذا هو التعديل الذي نطلبه من مجلس المعارف الكبير، وإن كنّا نعلم أن هناك قوة تسيطر على أعضائه ويداً تحرّكهم، وهناك من يستغلّ اسم المجلس لما يريد هو لا لما تريد الأمّة.
فهل يخيب ظننا السيّئ ونجد في أعضاء هذا المجلس من يؤدّي الأمانة، ومن يقوم بالواجب، ومن يكون المدافع عن دين الله وعن لغة القرآن، وعن شرف هذه الأمّة وعن تاريخها، ولو أدّى به ذلك إلى خسران منصبه وفقد مرتّبه؟ هل نرى في أعضاء المجلس هذا الرجل الشريف، هذا القوي الأمين؟ أظنّ أنّا لن نراه، ولكن أرجو أن يُكذّب الله ظنّي وأن أراهم كلهم ذلك الرجل".
وبعد أن أفضت في بيان إهمال الدين والعربية في مناهج