«أبو الهيثم»، وكنت أولَ من سمّى نفسه به في دمشق، وكلُّ مَن تعرفونه باسم «هيثم» في دمشق إنما وُلد بعد إصدار هذا الكتاب (?).

وتحت يدي الآن العدد الأول من مجلة «البعث» التي كنت أُصدِرها من نحو ستين سنة، قبل أن يولد حزب البعث وقبل أن يتخذ لنفسه هذا الاسم. وكان المسؤول عنها أمام الحكومة والذي يتولى إدارتها جمعية التهذيب والتعليم، ورئيسها الشيخ هاشم الخطيب رحمه الله. في هذا العدد الذي صدر في غرة جمادى الأولى سنة 1350هـ قصيدة لشاعر لم يصرّح باسمه، ولكنْ وقّع في ذيل قصيدته باسم «أبو النضر». جاء فيها:

وَيلٌ لِمَن ملَكَ القويُّ قِيادَهُ ... وغدا يُبدّدُ مالَهُ وبلادَهُ

ويُذيقُهُ مُرَّ العذابِ وليسَ مَنْ ... يُنجِيه من مَضَضٍ أذابَ فؤادَهُ

ما للقويِّ سوى الضعيفِ فريسةٌ ... والذئبُ يَلقى في الشياه مُرادَهُ

يعدو على الحَمَلِ البريءِ مُقادِعاً ... فيُريه منه البِشْرَ كي يَصطادَهُ

فِعلَ الفِرَنْجَةِ بالضّعيفِ منَ الشعو ... بِ، توَدُّهُ إذ تبتغي استعبادَهُ

يا شرقُ فاذكُرْ عهدَ عِزٍّ قدْ مضى ... كيما تُعيدَ إلى الوجودِ تِلادَهُ

أيامَ كانَ العِلمُ فيكَ ونورُهُ ... يَهدي ببازغِ شَمسِهِ رُوّادَهُ

أيامَ كنا للوجودِ أئمّةً ... ونُري الوجودَ ضَلالَهُ ورَشادَهُ

اُذكُرْ أُسودَ اللهِ مَنْ حكَموا الورى ... بسيوفِهمْ يتسلّمونَ قِيادَهُ

وانظُرْ ديارَهُمُ تراها بَلْقَعاً ... والغربُ يُؤوي ربعُها أجنادَهُ

ملَكوا أئمّتَها وساموا شعبَها ... خسفاً وهدّوا ظالمينَ عمادَهُ

الضَّعفُ في شَرعِ الحياةِ جريمةٌ ... يا وَيلَ مَنْ ملَكَ القويُّ قِيادَهُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015