لقد كنت أخاف أن أموت قبل أن أرى ذلك اليوم، فالحمد لله لقد رأيته. هذا اليوم السعيد، هذا العيد المجيد، عيد يقظة العرب.

اليوم استيقظ العرب حقاً وفارقت عيونَهم آخرُ بقية للنعاس، وإذا استيقظ العرب فقط استيقظ المسلمون. اليوم كتبنا السطر الأول من تاريخ أمجادنا الحديث. اليوم استبشر الكبير والصغير، والغني والفقير، والمالك والأجير، وأجمعت الأمة كلها برجالها ونسائها على تأييد أسبوع التسلّح.

إن في المصائب ما هو أكبر من مصيبتنا في فلسطين، وإن كان حديث مصيبتنا في فلسطين أشدّ صحائف تاريخ العدوان البشري سواداً. هل تعرفون ما هو؟ هو أن تجهلوا أقداركم وتحقروا نفوسكم، وألاّ تعرفوا تحت الشمس مكانكم.

* * *

والخطبة طويلة لا أريد أن أُعيد الآن روايتها، لكن أريد أن أذكر لكم شيئاً من أثرها. لقد كتبتُ عنه مقالة هي الآن أمامي قلت فيها (?):

أما والله لولا أنني أصف مشاهد لم يمرّ عليها أسبوع، ولا تزال في عيون الناس وأسماعهم، ولا يزال حديثها على ألسنتهم، ولا تزال روعتها في قلوبهم، لحسبوا أني أتخيّل ولقال القائلون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015